بقلم الاديب/ لزگین گراڤى
( وماذا بعد..؟عن الادب الكوردي )
بقلم الاديب و الشاعر
أ. سمكو بوتاني
حسن زيرك
بقلم/ أ. أسيت يلده خائي/ زاخو
الأحد الجديد
يسمى بالأحد الجديد لأنة زمن وميلاد جديد بتاريخ البشرية زمن البنوّة لله والأخوّة بين البشر زمن الفداء والمصالحة بثقافة المحبة والرحمة والمتجليتين بذروتهم في شخص المسيح ….أيضا تحتفل الكنائس بهذا اليوم بعيد الرحمة الإلهية ويسمى إيضا (بأحد توما) ويُسمَى (أحد الحدود) أو (الأحد الجديد) وهو واحد من الأعياد السيدية الصغرى؛ لأنه ذكرى تثبيت الخلاص، فاليوم الأول للقيامة واليوم الثامن لهما وحدتهما الحميمة؛ إذ بعد ثمانية أيام (أوكتاف القيامة)أي بعد سبعة أيام نعيِّد بأحد توما في الأحد التالي لأحد للقيامة؛ لأن توما لم يعُد رمزًا للشك؛ بل ليقين القيامة.
لأحد الجديد أي الأحد الأول بعد القيامة (ثامن يوم بعد القيامة) إذ بقيامة الرب من الأموات (الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا) (2 كو 5: 17).. فيه ظهر الرب بعد قيامته مرة أخرى لتلاميذه والأبواب مغلقة كما سبق أن ولد من العذراء مريم وبتوليتها مختومة، وكما قام من بين الأموات بقوة لاهوتية والقبر مختوم.
ومن الشخصيات البارزة هنا في هذا الظهور توما أحد تلاميذه، إذ كان معهم هذه المرة فأراد السيد المسيح أن يزيل شكوكه لذا أول شيء أراه اثر المسامير والحربة فللوقت آمن قائلًا: (ربى وإلهي)كما ظهر لأتنين من تلاميذه كانا منطلقين الى قرية عمواس وساره معهم طوال الطريق ..كما ظهر لبعضهم على بحر طبرية وأكل معهم سمكا وهذا ماعدا ظهوراته لأخرى طيلة الأربعين يوما قبل صعوده إلى السماء قد علم تلاميذه أي بيت دخلتموه فقولوا اولأ (سلام لكم لهذا البيت فان كان هناك ابن السلام يحل سلامكم عليه ) هكذا كان يظهر لتلاميذه بكلمة سلام لكم وقال الذي سلام مع نفسه هو في سلام مع الناس وفي سلام مع الله متمتع باله السلام
السيد المسيح لم يوبخ توما أو ينتهره في شكه هذا ولكن في حنو وإشفاق نظر إليه ووهبه قوة الإيمان (لأنه يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون) (1 تى 2: 5).. سمح الله لتوما أن يضع يده في جنبه فكم كان موضع الحربة متسعا حتى يكفى لان يضع توما يده فيه.. أيضًا يلمس اثر الجراح التي للمسامير في يديه ورجليه ليزيل شكوكه فيعترف من عمق قلبه قائلًا (ربى وإلهي).. إن شك توما كان ذا أهمية، فالسيد المسيح أبقى اثر المسامير والحربة، ومازالت لتكون برهانًا ساطعًا وستظل تؤكد أن الابن الكلمة هو الذي صلب وقبر ثم قام.. بجانب هذا نستطيع أن نقول انه لا يكفى أن يكون الرب معنا ولكن أن نحس أيضًا بوجوده فينا كل حين، فلقد كان مع تلميذه إن مسيحنا القائم يأتي إلينا في خوفنا وشكّنا؛ ليداوي ويشفي كل عاطفة سطحية وكل تساؤل وكل جزع وارتداد، يمنحنا سلامه وأجوبته؛ عندما يطلّ بوجهه علينا ويُسمعنا صوته المُفرح؛ محوِّلاً كل شك إلى حُجّة إيمان؛ ليس فقط ببراهين فلسفية؛ بل ببرهان قطعي مُعاش حسب الإنجيل؛ نعيشه في عِلّيتنا؛ في خفاء؛ معاينين عظمته الفصحية، ويكون هو لنا حياتنا كلنا ورجاءنا كلنا وشفاءنا كلنا وخلاصنا وكلنا وقيامتنا كلنا والحياة الجديدة التي وهبها سيدنا المسيح وعبورنا من عبودية الخطيئة الى التحرر والحرية
وهنا تحتفل الكثير من كنائسنا بهذا الاحد الجيد او المبارك لدينا ومنهم قرية جلك المتواجد فيها دير بأسم مار موشي الطووانا الذي يصادف هذا اليوم وهذة بعض الصورة الجميلة من برور الجميلة في قرية جلك
هكذا كل احد نبدأ زمنآ جديدآ نطبع به حياتنا العائلية والاجتماعية والكنسية نصلي من اجل الخلاص
أسعد الله أوقاتکم جمیعاً ، وأتمنى من الله دائماً قلوب أخواننا وأخواتنا تكون ملیئة بالأفراح والسعادة .
بقلم/ أ.منى فتحي حامد / جمهورية مصر العربية
قمة جبل والوصايا العشر
جبل تلألأ بنفحات الإيمان وسردية الروحانيات… اجتمعت به الأديان السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية… بداية من الوصول إلى مبتدأ الجبل، نرى العجل الذهبي والكهوف دلالة على بينة المكان والتوثيق لما حدث بالصورة و بالبيان… نفحة من نفحات الرحمن، المكان الوحيد بالعالم زماناً ومكانا فوق أرض سيناء، الذي تجلى به رب العرش العظيم وكلم نبيه سيدنا موسى عليه السلام،والذي أعطاه الرب فيه الوصايا العشر، تم ذلك على أرض مصر…. له عدة مسميات ب جبل موسى أو جبل سيناء أو الطور … حينما حدث هذا دك جبل موسى دكا عندما سطع نور الرحمن، ومن شدة الرهبة اختبأ النبي الكريم ومكث أعلى الجبل مدة الثلاثين يوما وعشر أيام … جبل موسي من أعلى جبال الأكوان، حيث تخطى ارتفاعه ال 2285 متر تقريبا، أثناء الصعود عليه جزءا جزءا نشاهد أجمل اللوحات الطبيعية من مياه ثلجيه ترقرق العين من شدة الانبهار… وبين كل جزءًا والآخر أثناء الصعود تتواجد الاستراحات والذي يصل عددها تقريباً حوالي 6 استراحات.. من أعلى قمة الجبل نرى مسجد وكنيسة يزورهما ويصلي بهما الجميع من شتى البلدان … سبحان الله الخالق القادر …
بقلم الكاتب الكوردى/ سوريا
محمد مجيد حسين
السرد في مواجهةِ الفكر الكولونيالي غروبٌ في غربتي متأصلٌ مثل الوتد الأثري الغربة، والغروب، والاغتراب.
دراسة إبستمولوجية في عالم الإيقونة أمّ الزين بن شيخة المسكيني وتحديداً عبر روايتها “صياد الغروب” كمساحة للعبور إلى مكامن القلق الوجودي الناتج عن الخوف من الغروب وتأثيره على بؤر السكينة في جوهر ذواتنا. للغروب فلسفته: يبدأ الغروب في نهاية النهار أي عند غياب الشمس عندما تزحف العتمة رويداً رويداً على امتداد الأفق حتى يتسيد الظلام. وثمة غروب يتمثل في نهاية الأسبوع وكذلك في نهاية الشهر، وثمة غروب يتعلق بفصول السنة حيث يرحل فصل ويأتي آخر، وهكذا أيضاً بالنسبة للأعوام فغروب عام هو بمثابة ميلاد عام على مشارف الوصول. وثمة شروق وغروب متقاربان كالفرحة بالميلاد أو الزواج أو النجاح في السياق العام للحياة، هذا على المستوى الفردي. وعلى الصعيد العام يمكن أن يبدأ الشروق في الأعياد الدينية أو الوطنية، أو أي مظهر للبهجة، قد يتعلق الأمر بالأقارب أو الأصدقاء، هنا قد تكون عملية الشروق والغروب ليست بتلك اللمعة. وثمة غروب يتمثل بغروب الطفولة ومن ثم غروب فصول العمر تباعاً. الغروب والجندرة: بالنسبة للرجل يخشى الذكر من أفول قوته الجسمانية، فهي منبع كينونته، إضافة إلى ظهور ملامح الشيخوخة على وجهه كالتجاعيد ونقص في فعالية الحواس. أم الكائن الأنثوي (الأنثى) فالجمال منبع كينونتها، وهي تواظب على الحفاظ عليه بشتى السبل هنا أتحدث عن المرأة صاحبة الشغف بالحياة والتي تملك إرادة عميقة تمنحها القدرة للتصدي لعجرفة المجتمع الذكوري. وكيميائياً الروح تتألم خوفاً من أجواء الغروب المجهولة، وقد تنحسر أحياناً وتخوض حروباً دون دراية، فمركزية القوة في العالم تقف خلف عمق التوتر والقلق الوجودي وضبابية القادم .. الكيمياء العضوية ونسبية الفيزياء تلتقيان في آخر مدار بوصلة الرؤى، وكأننا مقبلون على العبور من اللاعودة، وقد نتشبث بماهية السقوط الحر تحت سطوة الكرباج البعيد في جملة من المعادلات ذات التضاد الشاهق أعلى الغروب. لماذا نكتب مذكراتنا؟ الإجابة: “كتابة المذكرات وسيلةٌ لتفادي الجنون” الروائي الكولومبي: إيكتور آباد فاسيولينسي. فالشائع في الأوساط الأدبية وتحديداً منذ الربع الأخير من القرن العشرين وبداية الألفية الجديدة هو شغف معظم الكتاب صوب كتابة مذكراتهم أو كتابة روايات معظمها يستند على سيرهم الذاتية، وهذه الحالة راسخة في معظم الأجناس الأدبية القصة القصيرة والمسرح وحتى النص الشعري.. “النظرية التقليدية للغة هي أنها كائن حي وأن الكتابة هي الجزء الميت من هذا الكائن” جاك دريدا “المستقبل هو السرد.. وحدها الحكايات تبقى…أكثروا من القصص..قبل أن يقتنصكم الغروب…كلنا نترجل نحو غروبنا الخاص. كل واحد فينا صياد غروب ” أمّ الزين بن شيخة اللغة قد تكون بعضاً من أنفاس الغائبين، وقد تكون اللغة انبهارا أنثوياً بمحاذاة أزمة العقل وانبثاق الربيع في كهوف الأرواح المتشبثة بما هو غائب. هنا تؤكد لنا الروائية أن القادم قد يستوعب السرد بصفته حافظ دقيق لمجريات أحداث تجري هنا وهنالك، السرد قد يفتح لنا مناخات دافئة في المستقبل “فريدة في كل مرة نهاية العالم” جاك دريدا في كل الأزمنة للموت سر يأتينا من عدة زوايا وبأشكال مختلفة، هنا ثمة غروبان الأول في آخر الأفق، والآخر في أفق إرادتنا ومفهومنا للحياة وماهية البصيرة حتى نهاية الصدى قبل اندثار الصوت هنالك أعلى الذبذبات وفي آخر مهرجانات مونولوجات الأرواح في صمتها النازف. الله هو الوعد بالحقوق في زحمة الهزائم بالرغم من دنونا من عجرفة المقصلة. الكوارث تغيب، يغيب معها حنان الحديقة وطهارة الآلهة. فماهية الأضداد تحثنا للوصول إلى بواطن مؤثرات الغربة والاغتراب وربطهما بأفق الغروب في الفضاء السردي عبر انزياحات تنحدر صوب عمق قد يفضي بنا نحو الانزلاق السلوكي المؤطر والمبهم في مناخ من الفردانية الشاهقة، كل هذه الإسقاطات تأتينا من المخيلة السردية للإيقونة أم الزين بنشيخة عبر روايتها الموسومة “صياد الغروب” وتحديداً من خلال عتبة الرواية. في ظل سيادة نظام التفاهة وفقاً للفيلسوف الكندي المعاصر آلان دونو، هنا يمكننا اعتبار المساحة ما بين الناسوت واللاهوت مشاعا مما يحيلنا نحو تغيير مفاهيمي كاتخاذ الغربة وطناً والاغتراب هروباً ثورياً، والتركيز على تصور مناخ الغروب بدقة رفيعة عبر تجديد ماهية البوصلات المنبثقة من اللاجدوى والباحثة عن معانٍ حرة لأزمة العقل، وفتح أقفال النظريات العبثية والبناء على رمادها، أي ابتكار مسارات مغايرة نحو خلق طقوس الفرح، ثمة غرائبية لا يمكن تأطيرها في الزمن التأملي، فخبايا النفس عميقة ومتشعبة وحازمة ومتكاسلة في العبور وفي الإنصات “لعنف العالم” فأجواء مملكتي قبل هبوط العتمة وقبل غياب صياد الغروب من أفق الائمة وازدحام شرفات الأصيل بما هو غزير الخوف تحت مقصلة دموع الغائبين. أم الزين تواظب على اصطياد الشروق قبل أن يداهمها الغروب، وما بين الشروق والغروب قلب صامد وقلوب متخاذلة مع أصحابها وللقلوب فلسفة قد تحيلنا نحو سر فجائية الموت. في رواية صياد الغروب تنعرج الإيقونة أم الزين نحو بواطن الإدهاش عبر أنسِجة مركبة البنية، وغادقة المكوث، بعيداً عن سطوة الغرغرة على مساحات غامضة من يومياتنا. اختلاف الروح في السقوط يبدأ من اللاشيء في زحمة الأشياء غير المأهولة عبر صيرورة الكائن البشري المتخاذل مع الطبيعة. تبصير الرؤى عبر التخندق في مساحة التأمل في عمق الجندرة، وكأننا نستيقظ من نوم عميق كي ننام هربا من هموم اليقظة. ثمة شريحة وكأن الغروب يتقاعس في المجيء إليهم، هؤلاء هم الطغاة على مر تاريخ الكائن البشري، فهم صيادون بارعون للغروب، فهم بالقوة يؤجلون قدوم الغروب.. الغروب ما هو إلا نتاج للغربة على مختلف الصعد، فالمرء الذي يقبع تحت سطوة الغربة يفقدُ شغفه اتجاه الحياة، أي أنه يقترب من الغروب فيفقد عمق الاصطياد في ماهية الغروب. والاغتراب غربة مركبة ففي سردية الاغتراب تغيب فعالية الطبيعة، فالغربة تعني مغادرة المكان الذي نشأ المرء فيه، والاغتراب هو أحساس فظيع بالوحدة في ذات المكان؛ الغربة أقل قسوة من الاغتراب وماينتج عنها من مساحات متاحة للصيد قبل الغروب. والكيمياء تبحث عن أقصى درجات المتعة ولكنها تصطدم بالكثير من الحواجز، وبعضها تُبدي شراسة في الذود عن كيانها، فهذا العالم مكتظ بالأسرار التي تؤثر بشكل غير مباشر على الحالة النفسية للكائن البشري ومن زوايا مختلفة وبنسب متفاوتة وفقاً لمستوى الوعي والفئة العمرية وسلطة الخطاب السائد. يمكننا هنا طرح معادلة قائمة على تشبيه شخصيتنا بذرات الكربون التي تضم الكثير من الفراغات التي تمنح المؤثرات المزيد من الفضاءات التي قد تمنحها تعميق بصماتها على ذواتنا، أي أن كياننا في عمقه يشبه تركيب ذرات الكربون وثمة شريحة محدودة العدد تكون مثل تركيبة الألماس والتي تكون متماسكة ولا تمنح المؤثرات المساحات الواسعة التي من شأنها خلق أجواء من القلق وهو وجودي يتم تحريضه عبر هيمنة منظومة الفكر الكولونيالي؛ هنا نعود إلى رواية صياد الغروب التي تستنبط في جوفها بؤراً من السكينة لمواجهة الثالوث: الغربة، الاغتراب، الغروب.. عبر تكثيف السرديات التي من شأنها خلق استعداد نفسي، وتخفيف سطوة القلق على يومياتنا. وبالعودة إلى السرد في مواجهة الفكر الكولونيالي رواية صياد الغروب لأم الزين بن شيخة المسكيني حيث آليات السرد تأخذ طابعاً من الفردانية على عدة مستويات: أولاً : على الصعيد الفلسفي فمعظم التراكيب ذات عبق فلسفي، هنا تتشعب الدلالة وفقاً لرؤى المتلقي ثانياً: في الرواق اللغوي ترسل لنا الروائية نموذجاً مختلفاً من النقاء اللغوي. ثالثاً: البعد السيكولوجي النابع من إيقاع صدى القراءة في ذهنية المتلقي الوازن عبر موسيقا مرتكزة على أرضية صلبة من الإرادة الحرة.. عصارة المعاني تتوهج وتنضج عبر التوظيف الجمالي ومهارة إدارة المفردة في سياقات النص الروائي عبر منظومة من المكونات المنبثقة من العمق الحسي والمعرفي وعبر سيميائيات؛ فمعظم السرديات التي تحمل على عاتقها توزيع مفاتيح النص ومن ثم تأطيرها في سردية واحدة، والتي بدورها تضم بين أجنحتها مقاصد السرديات الدافئة في متن هؤلاء الشغوفين للصيد قُبل الغروب. هنا لنستسغ أبعاد الفكر الكولونيالي الساعي وبمواظبة ذات جذور عميقة للسيطرة علينا، على أفكارنا، خيرات أوطاننا، وحتى قد يبلغ مساعيها مشارف أحلامنا، وقد لا نملك سوى المزيد من الحكايات كما نادت أم الزين بن شيخة في روايتها “صياد الغروب” أي يفترض علينا سرد المزيد من القصص قبل أن نغدو مشاريع على مرمى من غروبنا المحتوم. صيرورة الحياة على سطح هذا الكوكب قائمة على الشروق والغروب عبر الأزمنة؛ ففي غروبنا ثمة مساحة في مكان ما لشروق أحدهم، الشروق والغروب يناظر شروق الشمس وغروبها في يومياتنا. بالسرد والمواظبة على السرد، والإيمان بأهمية السرد يمكننا شق دروب دافئة في حصون الدروب الوعرة، نحن عشاق الحياة حتى لو تطلب الأمر أن نحفر بأظافرنا كي نصل إلى سهول الفرح والطمأنينة، عندها قد نغدو صيادين على دراية عالية بأهمية الصيد قُبيل الغروب كي تنام أم الزين بن شيخة قريرة العين هنالك في بلاد قرطاج.
بقلم أ. عصمت مصطفى
و لأن اللغة أهترئتْ و تمزقتْ ، و أصبحتْ بالية لا يرتديها غير الشعراء ..؟. من هول المعارك من كثرة الغزوات من شدة الحروب .. أثخنت الحروف بالجراح تقطعت أوصال الكلمات و أغرقت القصائد و أوحلت في البرك والمستنقعات و أوشجت المشاعر و ألتهبت الرغبات و تعفنت الأفكار في صناديق الذكريات و من كثر ما أشجب و ندد بها الحكام و أستبد بها الطغاة فلم يبقى من اللغة بعد تكرار الموت إلا قطع صغيرة من الفرح مصلوبة على العظام و أوراق مبعثرة من الحزن تلملمها العواصف من حين ٍ لآخر بين الدم الجاف على الأرصفة و تدفنها .. في المتاحف الوطنية في قاع الجماجم و لأن اللغة ..؟ كالمطر .. تكرر السقوط الجميل كالشمس ..تكرر الإحتراق الهائل كالقمر .. تكرر الإنحناءة و الإستدارة على نفس الطرقات و المسافات ستبقى .. لبضع ملايين من السنوات كالدموع تكرر الإنفجار في عيون الشعر لبضع ملايين من السنوات كالعصافير تكرر الألحان و الأشجان بين أغصان الشجر لبضع ملايين من السنوات كالمومياء تحت أهرامات الخوف تكرر الألام بين بقايا الصور و لأن اللغة ..؟ مشلوللة و عاجزة من إنقاذ الحروف من دكتاتورية الكلمات من إستبداد القصائد و مصابة بإنسداد الوريد و الشريان و تعاني من إرتفاع ضغط الدم و السكر و الشحوم و الكوليسترول .. و نقص التروية الدماغية و متوترة و مرتبكة و منهارة و محبطة و مكتئبة و مقهورة و منهوبة و مسلوبة و مغتصبة و و و و …. و محتلة ستبقى .. في المقاهي تشرب القهوة العربية المرّة مع قهقهات الشعراء في النوادي و الصالونات تزين صدور مهترئة الأثداء في القصور و الجوامع و الكنائس تحلم بأنهار الخمر و الحوريات مع الملوك و السلاطين و الأمراء في الصحف و المجلات في إنتظار إفتتاح صفحات جديدة للحرية مع البؤساء ستبقى .. حافية القدمين عارية الصدر في الشوارع تحيي على الصلاح تحيي على الفلاح و تتسول كسرات الفرح و الحزن اليابس و قطع صغيرة من الحب من أفواه الفقراء و لأن اللغة ..؟ كحافلة خليجية تحمل سيوف الحروف في مقطورة الذكور و رقاب الكلمات في مقطورة الإناث ستبقى .. لبضع ملايين من السنوات تحلم بسرير ٍ مثير بعناق ٍ دافء و قبلات مسروقة في هذا الوطن و لأن اللغة ..؟ تخلتْ عن الأمجاد و عن حلم الأجداد و لأنها .. غُللتْ بسلاسل القوافي و الأصفاد و حكمتْ عليها لثمانية و عشرون حرفاً حكماً أبدياً مع الشغل و النفاذ و لدغتْ بحبر الأفاعي و لعقت بالدم و الدمع و سحقتْ تحت أقدام الأوغاد ستبقى .. على سفن الشعراء القديمة تبحرُ .. في نفس البحار في نفس القواميس و على أضواء نفس الفوانيس و على أسرة ٍ باردة ٍ تكرر ُ نفس الأحلام نفس الكوابيس .. و ستبقى .. في نفس المعابد في نفس الأوابد تحت رحمة نفس الشياطين و تحارب نفس الجان نفس الأباليس .. و لأن اللغة ..؟ عزيزة على قلوبنا و لأنها عبرتْ كثيراً على لسانها حالنا سنحضر جميعاً و نسير معاً من الخليج إلى المحيط في قداس موكب الجنازة المقدس
بقلم الكاتبة/ اسيت يلدة خائي
الصوم الخمسيني
پللو (Pallo) ܦܠܠܘ
من عادتنا وتقاليدنا في الصوم الكبير ا(لخمسيني) يوم بالتحديد بنصفه اي الخمسة وعشرون يوماً
بقلم/أ. ثوماس اديسون
مهاجر ٱنا فٱقدارونا بيد بعض البشر الٱشرار
مهاجر من بلدي مهاجر مللت ٱصوات الإنفجارات ورؤية الموتى والجرحى في الشوارع والٱزقة وتحت البيوت المهدمة فوق رؤس ساكنيها .. مللت من رؤية المشردين الفقراء المحتاجين في الخيام وعلى الٱرصيفة متراكمين والهاربين .. لكوارث الزلازل والبراكين والحروب المدمرة التي لا ترحم الشجر ولا الحجر .. مللت أن تسرق أحلامي في الليل قبل طلوع النهار جفت دموعي لقد يشيب له الشعر وتحترق ٱحلام الٱطفال وآنين وصراخ الٱمهات والكبار ولا أقدر على المشي من ثقل الأحزان لا ٱوريد تنفجر فيه مدرستي والدار ولا يموت أبي تحت الأحجار ولا أمي محترقة اشلائها بالنار ولا ٱرى بكاء ومعانات وتشريد الصغار وتجري في عيونهم الدموع كالأنهار .. ٱمتلئت صفحات عمري من الهموم وحمل وتراكم الأحزان سأختفي عن كل شيء بعيدا بعيدا عن الأنظار .. مللت من قائمة الموتى والجرحى والمنكوبين على عناوين الأخبار سأهاجر وراء كل البحار والمحيطات والٱنهار .. وأجوب وٱسير على الاقدام في كل الأقطار لأجد موطنا لا تنفجر فيه مدرسة ولا الدار ولا يموت أبي تحت الأحجار ولا أمي محترقة وصرخة طفل مؤلم وهو يصرخ تحت الٱنقاض .. مللت من مسح دموعي وبكائي سرا وفي الخفاء وكل أحلامي ولم تبقى لي أي أفكار إلا قلم رصاص أخط به تاريخ مزيف من الأشعار لم يعد لي ربيع وطيور تبني أعشاشا وأوكارها من جديد وفي كل مكان .. هل نحن بشر أم نحن بلا قلوب وعقول جامدة كالٱحجار هل الموت من غضب الطبيعة قدرونا أم بشر يعشقون الحروب والدمار وتجار الدماء يخططون لنا ويصنعون الأقدار .. أودعك يابلدي وأجعل بيني وبينك ستار من الهموم والضياع والٱحزان وإن مت ستجدين جثتي على الشواطئ أو الغابات ٱو في أعماق البحار ٱو تحت الٱنقاض وإن عشت سأبني وطنا جديدا كله ورود وأزهار لٱموت فيه ولابراكين ولازلازل ولا تجار الحروب وعشاق السلاح .. سأجعل وطنا مغلف بالمحبة والسلام والتسامح والٱنسانية وعقول كل الٱحرار .. وٱقلام متحررة راقبة لاتٱمن بالجهل وقصص الٱساطير والخرافات المدمرة للٱجيال وطن لا موت فيه ولادمار ولاتهجير ولاتفرقة ولاعنصرية في العيش المشترك في المحبة بين كل الشعوب بالسلام .. سنبني وطنا في الغد ويوم مشرق ونهار جديد بٱقلام الٱحرار .
كاتبة التقرير /أسيت يلدا خائي
العم أيشو
يعتبر التجبير من العمليات الطبية القديمة عندنا او في العراق ، وقد اشتهر العديد من الرجال في معالجة الكسور بالتجبير، ومنهم من توارث المهنة ابا عن جد، وجمع كلمة التجبير “جبائر” التي تعني العيدان التي تشد على العظم المكسور لتجبره، والعيدان هي من جريد النخل، تقطع بأحجام مختلفة، ثم توضع على موضع الكسر مع مواد من الاعشاب، تساعد على سرعة التئام العضو المكسور،او أصلاح ماهو مكسور وقد تفنن بعض الرجال المجبرين( الذين يعالجون الكسور ) في عملية تتبع موضع الكسر وتلمس مكانه، كان ذلك عند الكبار او الصغار، وهو ما اخبرنا العم ايشو ، الذي يعتبر من أمهر المجبرين في قرية ليفو والمشهور في منطقة زاخو شمال العراق من مواليد (١٩٢٦ م) يقول : الكسور التي يصاب بها الانسان تختلف بين كسور الرجال والنساء والاطفال، حيث كسور كبار السن تتطلب وقتا اطول وكذلك المصابين بمرض السكر حيث تتضاعف مدة علاجهم، وبالنسبة للأطفال الرضع فهم اكثر ما يصابون بكسور الترقوة بسبب ضعف عظامهم وحملهم بطريقة غير سليمة، ويتم علاجهم بغسل المكان بالماء الدافئ وبالعلاج الشعبي (اندروت) ثم يوضع عليه (عظم الهبه) ويلف بالقطن والشاش، ويوضع قطن في ابطه ثم يربط حبل على عنقه لتثبيت المكان، والطفل الرضيع لا يستغرق شفاءه اكثر من يومين او بالكثير بحسب ايام عمره، لكن الطفل الذي يمر على كسره اكثر من خمسة ايام يصبح من الصعب تجبير كسره، كذلك الكسر الذي يصيب الكبار ويمر عليه اكثر من 15 يوما يصبح علاجه صعبا. . بالرغم من تطور الطب الحديث في الدولة وتطور مستوى الخدمات الصحية، الا انه ما زال بعض الناس يتداوون بالطرق التقليدية في العلاج، ولهذا فإن القائمين على هذا النوع من التداوي ما زالوا يمارسون مهنتهم ويتوارثونها أبا عن جد، ولم يتراجع الإقبال على ممارستها الحاجة أم الاختراع !! قال العم أيشو كنت في سن(السابعة عشر)عملت كراعي الغنم في احد الايام بعد مناداتي للخراف أي الطريقة والصوت التي يفهمونها تلك الخراف كي أسقيهم الماء طبعا ماء النبع الواقعة على طريق القرية الكل تبعوني وشربوا من النبع ماعدا خروف صغير بقى على طريق حيث وجدتُ ساق الخروف الصغير مكسورا حملته بين يديه ثم جلست بعد شد ومد ساق الخروف ثم لفيت بلفاف بقطعة قماش حتى الغروب كي اخذه لمجبر القرية عند عودتي للبيت مع الماشية ادخلت جميع الماشية للحظيرة او الزريبة وبالسرياني (گوما ) المكان المخصص للماشية ثم قمت بحمل المكسورة ساقة للمجبر قال لي من الذي قام بلف ساقه قلت انا فأجابني طريقة التجبير صحيحة وكأنه لأحد محترف الصنعة هكذا تعلمت تجبيرواصبحت خبير بكسور عظام البشر لي الخبرة حتى بعظام الطيور وطريقة تجبيرها من ذلك الْيَوْمَ انا أمارس هذة المهنة أي اكثر من سبعين سنة تعلمت الخبرة هذة المهنة الانسانية التي اقدمها دون مقابل حتى لا اقبل اي هدية تقدم لي مقابل العلاج بعدها قابلت حالات كثيرة مستعصية حيث احد الأشخاص وهو على قيد الحياة ليومنا هذا كان نآئمآ في احدى مستشفيات لمدة ثلاث أشهر بسبب ساقه المكسورة ثم طلب اهلة من مدير المستشفى بخروجهم على مسئوليتهم وآتوا باأبنهم لبيتي ثم قمت بعلاجها بعد ثلاث ايّام عافى بعدما كان ممد لثلاث شهور في المستشفى البعض اذهب لبيوتهم لعلاج لعدم قدرتهم على المشي قال تمكنت في علاج الكثير بنجاح ولَم اتعرض في حياتي لأي خطأ،مشيرآ انه المجبر الشعبي لا يستعمل في عملة الجبس في تثبيت العضو المكسور كما يفعل الأطباء والمستشفيات لكنه يستعمل أدوات بسيطة أي طبيعية مثل صفار البيض مع قمح الحمص او قمح الحنطة مع الدهن وغسلها بالصابون الرقي او القديم المصنوع من زيت الزيتون الصافي هناك حالات بعد معالجتها تبقى المنطقة المكسورة اي على الجلد لون احمر مِمَّا يضطر المجبر وضع مادة زاج تشترى من العطارين على جلد الدجاج ولفها بقماش يومين او ثلاثة ايّام كي ترجع للونها الطبيعي ،وبعضها يضع البيض مع المادة اللزجة ويضعها على صوف الغنم وتسمى هذة المادة بالمادة الجبارة منوهآ ان الطب الشعبي يتطور ويتقدم في زمننا هذا واوضحة باستطاعته بعد ايّام بحكم خبرته بان التجبير صحيحا ام لا فهو يميز سلامة التجبير بإحساس أصابعة او اليدين معا وتوزيع أصابعه على المنطقة اذا العظام جبير بطريقة معوجة فله أيضا طريقته الخاصة في تعديله او أعادة تجبيره حدثنا العم أيشو الكثير حياته والتجارب التي مره بها ويمر بها ليومنا هذا يقول رغم عدم استطاعتي للممارسة المهنة مثلما كنت في شبابي لكن هناك أشخاص يساعدونني بعلاج المصاب وقال لنا أسباب كثيرة تأتي منه الكسور وخاصة هذة الايام تناول الشباب الوجبات السريعة الغير الصحية التي تحتوي على دهون تسبب هشاشة العظام أيضا للبعض ثقة اكبر بعملية التجبير من الطبيب المختص لخبرته الطويلة وسبب اخر أجرة طبيب العظام يطلبون الكثير من المال ،العم ايشو شخص يحب القصص والامثال ويرويها لنا بهدوء ولباقة وفن في صوته كأنه هوصاحب القصة والاحداث هو بطلها العم ايشو فقط يقبل بدعاء الناس له بعد معالجتهم في اي وقت كانت متأخر لو تدق بابه لا ينزعج ويرحب بالمرضى بكل فرح وابتسامة ان كان هناك محتاجين له لخبرته العظيمة ، ويقول أسفي وحسرتي على أبناء او الشباب هذا الزمن بعدم رغبتهم في تعلم المهنة عكس زمننا كنّا نتسابق على تعلم المهنة . نعم هناك خبراء وعظماء اصبحوا أطباء من اجدادنا دون القراءة وأخذ الشهادات لكن بخبرتهم في الحياة تعلموا مالم نستطيع تعليم قال لنا فقط الذي يزعجني في تجبير من هم لاعبي القدم حيث أقوم بعلاجهم وانصحهم عدم ممارسة الرياضة لشهر او شهرين دون جدوى يأتون بِعد أيام لأعادة تجبير رجلهم بنفس المكان قال العم ايشو انا بصحة جيدة لكن مرور الزمن روحنا تهلكنا لا ننجو من الشيخوخة التي كل منا يتمنى ان لاتأتية وهنا طبق المثل الذي قيل الحاجة ام الاختراع رب يحفظك ويطول عمرك.
قراءة في قصيدة ( الى جلاوزة العراق ) للشاعر رمزي عقراوي
مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
الأستاذ رمزي عقراوي ، هو أديب وشاعر كردي معروف يقيم حالياً في إقليم كردستان – العراق . للأستاذ الشاعر عقراوي كتب شعرية وقصائد شعرية كثيرة ، وقد نشرت في الكثير من الصحف والمجلات والمواقع العنكبوتية .
هذه القصيدة وعنوانها ؛ ( الى جلاوزة العراق ) ، هي من أهم القصائد الشعرية للشاعر رمزي عقراوي التي جلبت إنتباهي ، وذلك لِمَا تميَّزت بالدقة والعمق في المعنى والمغزى والمدلول . لذلك أحببتُ أن أكتب حولها وأستفرد عنها هذه القراءة الخاصة .
نص القصيدة ؛
[ الى جلاوزة العراق ! ]
قصيدة للشاعر رمزي عقراوي
( كُنا نأملُ أن نرى لكَ
أعمالاً عظيمةً
تُعطي بها الشعب والوطن كل قِيادِ ،
وتظلُّ على العهدِ وفياً مخلصاً
لِذوي الشهداءِ
لتنفيذ عهودكَ
لا أن تمهّد السلطةَ للعشيرةِ
والأولادِ !
والأحفادِ !
لأنْ اذا حانت غضبة المسحوقين
سيُدرككَ الفناءُ
وستكونُ نهايتُكَ بالمرصادِ
اني لأعجبُ كيف يخون المرءُ وطنهُ !
ويُدمّر شعبهُ بالإستعبادِ
أبا الأكاذيبِ !!
أما علمتَ أنّ الشعبَ ذو وفاءٍ مخلصٍ وودادِ
أبكى العالَم حين ألبسهُ الأعداءُ
من كل جانبٍ ثوب حدادِ !
لهفي على الإنسانِ صاحب تلك السجايا
وقد أرداهُ الطغاةُ على الأعواد
كم نعمةٍ خضراءَ في أرجاءِ الوطن
قد أعطتْ غير َمُستحقّيها
مواهباً وعطاءاً وأيادي !
ناديناكَ ، ظامئينَ ، مقهورينَ
خائبينَ ، مظلومينَ ، مسجونينَ
بَيْد أنكَ قد قضيتَ علينا باستبعادِ )
إستهلَّ شاعرنا الأستاذ رمزي عقراوي قصيدته الموجزة هذه ، وهو يُخاطب الحاكم في العراق ، أو غير العراق أيضاً بأنه كنا ننتظر منك أعمالاً عظيمة للشعب والوطن ، مثل إرساء نظام سياسي – إجتماعي قائم على قواعد العدالة الإجتماعية ومباديء الديمقراطية التي بها خير الشعب والبلاد ، وبها أيضاً تتجه البلاد صوب التطور من جميع نواحي الحياة .
هكذا كان الأمل منك – يا فخامة الرئيس – كما جاء في مطلع القصيدة المذكورة للشاعر عقراوي . كذلك كان المرجو أن تكون – يا سيادة الحاكم – وفياً مخلصاً للعهد ، ولذوي الشهداء والشهداء أنفسهم . لكنك – ياسيادة السلطان – قد فعكس العكس تماماً ، لقد عبَّدتَ الطريق ومهَّدتها لسلطان العشيرة وسطوتها ، ثم جعلتَ أمر الشعب وحكمه ومصيره رهناً وحكراً وحصراً في أسرة واحدة ، حيث الأولاد والأحفاد الذين آستولوا على مقدرات الشعب والبلاد وآغتصبوها وتلاعبوا بها وتداولوها بينهم كما تتداول الكرة في ساحات السباق . وذلك بهندسة إستبدادية منك – يا تعاسة الرئيس – ، وبتخطيط مسبق ، وبحبكة سابقة وإصرار على جعل حكم الشعب وسلطته ومصيره والبلاد والثروات الوطنية التي لا تُعدُّ ولا تُحصى في قبضتك الحديدية السُلْطوية الغاشمة ، وفي قبضة أسرتك المتفرعنة التي عَلَتْ في الأرض عُلُّواً كبيراً وطغت طغياناً عظيماُ أيها الرئيس البائس .
رغم كل ذلك من الإستبداد والطغيان على الشعب وحكمه وثرواته وخيراته الوطنية وسلبها ونهبها تدعي الوطنية وتتغنى بها في المجالس العامة ، وعلى الفضائيات ، وعلى مواقع الإنترنيت . أما واقع الحال فهو يُرثى له من جميع الجهات ، فهل – يا جلالة الرئيس المنحوس – تصف محجوباً ، أو تنعت غائباً من القضايا ، أو هل بما أسرفت فيه في حكم الشعب والبلاد بالجبروت والإستبداد والطغيان والسلب والنهب لخيراته سيكون دائماُ سيبقى الى ما لا نهاية ..؟
هكذا هي عقلية المستبدين في التاريخ ؛ في ماضيه وحاضره ، لكنهم لا يعتبرون ولا يتعظون بأسلافهم أو معاصريهم من الحكام المستبدين الذين – بالتالي – بعدما آستعاد الشعب وعيه قذفهم في مجاهل التاريخ وأصبحوا عبراً في التاريخ ، وللتاريخ . عليه يُذكِّر الشاعر رمزي عقراوي الحاكم الطاغية المستبد بأنه اذا ما حانت الساعة ، واذا ما حانت غضبة المسحوقين والمضطهدين فإنه حينها [ سيدرككَ الفناء ] ، [ وستكون نهايتك بالمرصاد ] أيها الرئيس البائس التعيس ، فهل من مُذَّكِّرْ ومُتَّعظ من الحكام المستبدين والحكومات المستبدة سواءً كانت في العراق ، أو غير العراق ..؟ . لا أبداً فالمستبدون لا ولن يعتبروا ويتغيروا ، ولن يتعظوا ويتوبوا ويعتذروا من الشعوب بما أسرفوا وفرَّطوا فيه ، فهذا لم يحدث في التواريخ الغابرة والماضية والحديثة والمعاصرة ، ثم إنه لا يُمكن بالنصح والنصيحة إصلاح مستبد على الإطلاق ، لأن الإستبداد والظلم والطغيان قد ران على قلبه وصدأه . ومن جانب آخر إن تقديم النصيحة للمستبد كي يعدل في حكمه ، هو كمن ينصح المجنون كي يعقل بتعبير عالم الإجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في كتابه المعروف ب( وعاظ السلاطين ) .
بعدها يتعجب الشاعر رمزي عقراوي – وحقه فيما تعجب به – ، وهو كيف يخون الحاكم وطنه ويُدمِّرُ شعبه بالإستعباد عبر الإستبداد ، فيقول :
إني لأعجبُ كيف يخون المرءُ وطنه
ويُدمِّرُ شعبه بالإستعباد ؟ ] ، ثم بعدها يُخاطب الشاعر عقراوي الحاكم المستبد واصفاً إيّاه صفة ، هو يستحقها بجدارة ، فيقول ؛
[ أبا الأكاذيب ]
قسماً بالعدل المفقود في العراق وغير العراق ، بل المداس بالأقدام من قبل الحكام الطغاة لقد صدق الأستاذ الشاعر عقراوي في نعت الحاكم المستبد في العراق ، كما في غير العراق بأنه [ أبا الأكاذيب ] ، وذلك لكثرة أكاذيبه وتخرصاته ، ولكثرة تمثيلياته وتلونه بشتى الألوان ، وفي ذلك فإن المغرور والساذج ، هو مَنِ آغترَّ بهم وصدَّقهم ووثق فيهم .
ثم يستمر الشاعر في قصيدته مخاطباً الحاكم في نكرانه لجميل الشعب وفضائله ، في مقدمتها الوفاء والوداد والإخلاص والتضحية ، فيقول :
[ أما علمتَ أن الشعب ذو وفاءٍ مخلص ووداد ] . وذلك بعدما [ أبكى العالم حين ألبسه الأعداء ] ، [ من كل جانب ثوب حداد ] لتضحياته الجبارة من جانب ، ووحشية الأعداء حياله من جانب آخر . ثم يتأوَّهُ الشاعر ويتلهَّف على شعب بتلكم المزايا والسجايا ورغمها [ أرداه الطغاة على الأعواد ] ، فهكذا يكون الحاكم المستبد ، أو الحكومة والقيادة المستبدة التي لا تكون في مستوى إخلاص الشعب ووفاءه وتضحياته للأسى الشديد .
تأسيساً على ما ورد من سوء القيادة والقائد ، ومن سوء الحكومة فإنه / فإنها تضع الأمور في غير نصابها وتتصرَّف في حكم الشعب وسلطته ، أو في ثرواته وخيراته الوطنية كأنها تركة وضيعة ورثها من الأجداد . في هذا الصدد يقول الشاعر رمزي عقراوي :
[ كم نعمة خضراء في أرجاء الوطن
قد أعطت غير مستحقيها
مواهباً وعطاءاً وأيادي ! ]
عليه فالمتابع للقائد بالمواصفات التي أتينا على ذكرها إنه يُوزِّع المناصب والمسؤوليات الحساسة السياسية والإدارية والإقتصادية ، كما الثروات الوطنية على أبناءه وأهله ، وعلى حاشيته والمسبحين بحمده والدائرين في فلكه كما يشاء ، وما هو واضح للعيان للناس ، كل الوضوح ليس بحاجة الى دليل أو برهان ، وعلى الناس تدارك أمرهم ، وهو السلطة والثروات الوطنية ، وذلك بآستعادة الوعي الإجتماعي الذي يسحب السلطة من أولئك الحكام والمسؤولين الذين ما برحوا يظلمونهم ويسومونهم سوء العذاب وينهبون خيرات الوطن .
ويختتم الشاعر رمزي عقراوي قصيدة الحكام الجلاوزة الرائعة بمناداة المظلومين للحاكم المستبد ، فيقول :
[ ناديناك ، ظامئين ، مقهورين
خائبين ، مظلومين ، مسجونين
بَيْدَ أنك قد قضيتَ علينا بآستعبادِ ]
هكذا كان ومازال المستبد دوماً ، وفي كل بلاد ، فالحاكم المستبد هو هو أينما كان وأينما حَلَّ، كما إن خصائص المستبد هي هي لم ولن تتغيَّر . أما المسألة الأهم تكمن في المثقفين وأصحاب العلم والمعرفة ، حيث عليهم كمسؤولية إجتماعية وإنسانية لعب دورهم التثقيفي والتنويري في المجتمع ، وذلك لإيجاد النهضة والصحوة المجتمعية التي بدورها تقضي على جميع مظاهر الحكم المستبد ، والحكومة المستبدة في البلاد .